لطالما كانت جودة المنتج واستمرارية القيادة ركيزة أساسية لنجاح الشركة. ركزت إعلانات شركة أحمد محمد صالح باعشن وشركاه على الجودة وكانت جزءًا لا يتجزأ من العديد من منتجاتها الاستهلاكية.

منذ تسجيلها رسمياً في عام 1957، تقوم شركة أحمد محمد صالح باعشن وشركاه على الدوام بإجراء التجارب على خطوط إنتاجها وتحسينها، وتتخلى ببطء عن منتجاتها ذات الأداء الضعيف مع التركيز على العلامات التجارية الخاصة بها من الشاي والسكر. منذ تسجيل العلامة التجارية لشاي ربيع عام 1969، توسع إنتاج الشركة ليضم العديد من أنواع الشاي تحت هذا المسمى. اليوم، يضم ربيع مجموعة متنوعة من الشاي أكثر من أي علامة تجارية أخرى في المنطقة.

لتنويع مصادر الشاي، وتحسين مراقبة الجودة وتحقيق المزيد من المرونة في التشغيل، قررت الشركة دمج أعمالها رأسياً وبدأت في مزج الشاي وتعبئته محلياً. لقد كان هذه الإجراء فعلياً بمثابة ثورة صناعية اجتاحت المملكة العربية السعودية خلال السبعينيات والثمانينيات. ومع تدفق الثروات الجديدة، أدرك بعض عمالقة الصناعة السعودية ذوي الرؤية البعيدة المزايا المالية والثقافية لإنشاء عمليات التصنيع المحلية. مع هذه النقلة أصبح جنوب جدة، وهي أرض قاحلة شاسعة، منطقة مزدحمة بالمصنعين والمستودعات.

في أكثر الخطوات جراءة نحو بناء صناعة شاي متكاملة رأسياً، قامت شركة أحمد محمد صالح باعشن عام 1994م بتأسيس أكبر مصنع للشاي وأول مختبر لأبحاثه في المملكة، حيث طاف مسؤولو الشركة العالم بحثًا عن أحدث الآلات. وبمجرد شراء الآلات، لم تكن الشركة قلقة بشأن النفقات المستمرة التي شملت الصيانة وقطع الغيار وشراء الشاي المعبأ من سري لانكا. وقد حصل معمل الشاي على العديد من الشهادات الدولية.

بالرغم من ذلك، اتاح مصنع الشاي الجديد العديد من المزايا، فقد تخلصت الشركة من الالتزامات التعاقدية لشراء الشاي السريلانكي فقط، فأصبح من الممكن مزج أنواع الشاي غير السريلانكية بالمنتج السريلانكي. ومع ازدهار زراعة الشاي في أجزاء مختلفة من العالم، تمكنت الشركة من إنتاج منتجات مبتكرة ممزوجة بالشاي من جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى التحكم بشكل أفضل في الجودة وبالتالي تحسين رضا العملاء.

مع بزوغ فجر القرن الحادي والعشرين، كانت العديد من الشركات العائلية المتأصلة لا تزال جديدة وناشئة تحدها العديد من القيود، وقليل من اللوائح الداخلية الخاصة بتنظيمها، ومع ذلك ، تطلب السوق المحلي والعولمة المتزايدة لبيئة الأعمال تحديث هيكل الشركة. حاولت شركة أحمد محمد صالح باعش وشركاه التأقلم مع هذا العصر الجديد ومواجهة كل تحدياته.

حالياً، تتبنى شركة أحمد محمد صالح باعشن وشركاه أفضل الممارسات في مجال حوكمة الشركات بعد أن أصبحت شركة مساهمة مقفلة نتيجة ثلاث إلى خمس سنوات من التخطيط والدراسة والعناية اللازمة. بعقول نيرة وتفكير ثاقب، تم إدراج المساهمين في لوائح الشركة الداخلية ليتم انتخاب أعضاء مجلس إدارة مستقلين بالتوازي مع أعضاء مجلس الإدارة الذي يتكون من المساهمين.

تضمن الانتقال إلى شركة مساهمة مقفلة أكثر من تغيير في طريقة التفكير من جانب أفراد العائلة. أما بالنسبة للشركة، فقد كان يعني الالتزام بقواعد شبيه بتلك التي تحكم الشركات المملوكة ملكية عامة. لقد أدى ذلك إلى زيادة مستوى الشفافية، وأصبحت عمليات التدقيق المنتظمة والتفصيلية وقواعد الحوكمة المحددة بوضوح هي العناصر السائدة اليوم.

ما الذي يحمله المستقبل لشركة باعشن؟ سوف تستمر الجهود لإضفاء الطابع المهني على الشركة. ويستمر تعزيز بناء العلامة التجارية، داخل المملكة وعلى الصعيد الدولي، واستكشاف إمكانية تكوين تحالفات تجارية وخطوط إنتاج جديدة. سيستمر التركيز على العلامات التجارية المسجلة الملكية مما يؤدي إلى زيادة التواجد الدولي. حاليًا تعمل شركة أحمد محمد صالح باعشن وشركاه في 14 سوقًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتسعى الشركة لاكتشاف فرص جديدة في السوق العالمي، واختيار أفضل الموزعين والمسوقين لبناء علامة تجارية بدلاً من مجرد دفع المنتج إلى رفوف أجنبية.

خلال تطورها المستمر لتلبية متطلبات العالم الحديث، لدى شركة أحمد محمد صالح باعشن وشركاه ثلاثة أهداف رئيسية: التحكم في مصيرها، والتحكم في علاماتها التجارية وليس العودة إلى شركة توزيع بسيطة. إن تحقيق هذه الأهداف بعون الله يضمن استمرار نجاح الشركة